عملية العقلية المعرفية في الكلام



تتم عملية الكلام من خلال سلسلة من العمليات المعقدة، وتتم في جزء ضئيل من الثانية الواحدة، وبشكل آلي فائق الدقة والسرعة، فإذا أراد شخص أن ينطق الصوت (ب) مثلا، ففي البداية يستدعي الدماغ الصورة الصوتية للصوت (ب)، فيصدر أمرا للجهاز العصبي المركزي بنطق الصوت (ب)، وهو بدوره يقوم بتوصيل الأمر إلى الجهاز العصبي الطرفي الذي يقوم بتوصيل الأمر عن طريق الأعصاب المسؤولة عن عضلات الشفاه لكي تتحرك وتنقبض، وفي الوقت ذاته يصدر الأمر ـ وبنفس التسلسل السابق ـ إلى عضلات الجهاز التنفسي لكي يقوم بإخراج الهواء من الرئتين إلى القصبة الهوائية، ومن ثم إلى الحنجرة فتهتز الحبال الصوتية نتيجة لاندفاع الهواء من خلالها، ينتج عن ذلك صوت يتم تشكيله داخل تجويف الفم، يصل الهواء إلى الشفاه المنقبضة فتنفتح ويحدث ما يشبه الانفجار.[1]
1.   دور الأعضاء في عملية الكلام
إن عملية النطق والكلام هي عبارة عن عملية عضوية بحتة، تتفاعل مع غيرها من العوامل النفسية والصحية والاجتماعية والتربوية. وتشير الدراسات المتقدمة حول فسيولوجية النطق والكلام، وعلم النفس اللغوي، أن وظيفة اللغة والكلام تتأثر بالعديد من الوظائف العضوية المتكاملة للأعضاء التالية:
أ‌.    أعضاء استقبال الصوت أو الكلمات: وتقوم هذه الأعضاء بوظيفة استقبال المنبهات السمعية أو البصرية، ونقلها إلى المخ عبر مسالك سمعية بصرية، من أجل فهم وتفسير هذه الرسائل في المخ وتنظيم الإجابة الكلامية المناسبة، وبمعنى آخر تمثل أعضاء الاستقبال هذه مداخل اللغة المتمثلة في حاسة السمع وفي رؤية الكلمات المكتوبة، وفي الخصائص الفيزيائية للصوت.
ب‌.   أعضاء التنفيذ: ويمثل هذه الوظيفة الأعضاء التالية: الحجاب الحاجز، جهاز التنفس والرئتان، الحنجرة والحبال الصوتية والعضلات المحيطة بالحنجرة، اللهاة والغلصمة، تجاويف الأنف والفم مع سقف الحلق، اللسان والفكين والشفاه والأسنان.
ت‌.   أعضاء التنظيم الوظيفي والمركزي: وتتمثل هذه الأعضاء بالجهاز العصبي القشري، ونصفي كرتي المخ والنوى العصبية تحت قشرية والأعصاب الدماغية.
ويجب ملاحظة أن جميع هذه الأعضاء السابقة تخدم أغراضا وظيفية أخرى غير غرض النطق والكلام، كما أن هناك جوانب عصبية قشرية وتحت قشرية تتعلق باللغة لازالت غامضة لحد ما.
2.   دور الأحشاء الداخلية في عملية الكلام
عندما يستعد الفرد للكلام، فإنه يستنشق الهواء ويمتلئ صدره قليلا، وإذا بدأ في الكلام فإن عضلات البطن تتقلص قبل البدء بنطق أول كلمة، وهذا التقلص يدفع الأمعاء إلى الأسفل من القفص الصدري، والتي بدورها تدفع الحجاب الحاجز إلى الأعلى حيث تنشط عضلات الصدر، ويؤدي ذلك إلى تقلص العضلات الواقعة بين الأضلاع الصدرية، ويتم ذلك بواسطة حركات سريعة تقوم بدفع الهواء نحو الأعلى عبر الحنجرة والتجاويف الحلقية والأنفية والفمية، وتواصل عضلات البطن تقلصاتها في حركة بطيئة مضبوطة إلى أن ينتهي الإنسان من نطق الجملة الأولى، فإذا انتهى فإن عضلات الشهيق تملأ الصدر ثانية وبسرعة، وتسترخي استعدادا للنطق بجملة أخرى.
ومن رأي الآخر[2]، عندما يريد الشخص أن يبدأ في عملية إنتاج الكلام فإن الكلام يأخذ من منطقة فيرنك ومن ثم ترسل عن طريق حزمة الألياف المقوسة إلى منطقة بروكا والتي بدورها تقوم بتحديد الشكل الحركي لهذا الكلام وبعد ذلك ترسل الرسائل من منطقة بروكا إلى المنطقة الحركية ليتم التنسيق والتحكم بشكل أعضاء النطق والجهاز الصوتي لإنتاج هذا الكلام.
وعندما يحاول قراءة كلمة مكتوبة فإن المعلومات تنقل من العين عبر العصب البصري إلى المنطقة البصرية في الدماغ ومن ثم تنقل إلى التلفيفة الزاوية التي تقوم بربط الشكل البصري والشكل السمعي للكلمة المخزنة في منطقة فيرنك وبعد ذلك تنقل المعلومات عن طريق حزمة الألياف المقوسة إلى منطقة بروكا لتحدد الشكل الحركي للكلمة ومن ثم ترسل الأوامر إلى المنطقة الحركية لتأخذ أعضاء النطق والجهاز الصوتي الشكل المناسب ليتم إنتاج هذه الكلمة.
وكذلك عند نطق كلمة مسموعة فإن المعلومات تنقل من الأذن الداخلية عبر العصب السمعي إلى المنطقة السمعية في الدماغ وبعد ذلك تنقل إلى منطقة فيرنك ليتم فهمها وإدراكها ومن ثم يتم إرسال هذه الكلمة من خلال حزمة الألياف المقوسة إلى منطقة بروكا لتأخذ الشكل الحركي للكلمة والتي بدورها تقوم بإرسال الأوامر إلى المنطقة الحركية للتنسيق والتحكم بشكل أعضاء النطق والجهاز الصوتي لنطق هذه الكلمة
لذلك يرى الباحث أن عملية المعالجة اللغوية هي عملية معقدة تشترك فيها عدة مناطق في الدماغ فهي ليست مرتبطة بمنطقة معينة ولابد من وجود تناسق بين مراكز اللغة والخلايا العصبية التي تقوم بنقل المعلومات بين هذه المراكز ولذلك فإن حدوث خلل أو عطب في هذه المراكز أو الخلايا العصبية سيكون له تأثير على عملية استيعاب الكلام وإنتاجه.
بناء على عملية العقلية المعرفية السابقة فاختار الباحث عملية العقلية المعرفية لتعلم مهارة الكلام هي الانتباه والتفسير والتركيب والتخزين والاسترجاع ثم يستخدمها في تطوير المادة مهارة الكلام ليسهل الطلاب في تعلمها وممارستها. ويقصد الباحث بالانتباه هي تركيز العقل والحواس على لغة الهدف، والتفسير معرفة معنى لغة الهدف، التركيب والتخزي إعادة صياغة لغة الهدف في الذاكرة، وأما الاسترجاع هو اخراج لغة الهدف أو ممارسة الكلام. فيصور الباحث تطبيق عملية العقلية المعرفية في المادة كما يلي:
الرقم
عملية المعرفية
شكل المادة
الأهداف
1
الانتباه
المفردات
نطق المفردات والجمل
2
التفسير
كون الجمل مع الصورة
معرفة معنى المفردات والجمل
3
التركيب والتخزين
تركيب الجمل
تخزين المفردات والجمل في الذاكرة
4
الاسترجاع
الحوار والمناقشة
ممارسة الكلام
1.   الانتباه: اختار الباحث "المفردات" مادة لعملية الانتباه لأن المفردات عضو من أعضاء اللغة. المستمع أو القارئ ينتبه كل مفردات المنطوق أو مكتوب.
2.   التفسير: اختار الباحث "كون الجمل مع الصورة" مادة لعملية التفسير لأن بعد ينتبه المستمع أو القارئ كل مفردات المنطوق أو مكتوب فيريد أن يعرف معناها.
3.   التركيب والتخزين: اختار الباحث "تركيب الجمل" مادة لعملية التركيب والتخزين لكي يركبها ويخزنها في الذاكرة.
4.   الاسترجاع: اختار الباحث "الحوار والمناقشة" مادة لعملية الاسترجاع لأن المراد بهذه العمليات هو الكلام، فإن الكلام هو اخراج اللغة الموجودة في الذاكرة صوتيا. فلحوار والمناقشة تناسب لعملية ممارسة الكلام ولترقية ابداع الكلام.


[1] https://almanalmagazine.com. Psikologi bicara. Ru’yatun lilmujtama’. Diakses 21 november 2017. 10:00 Wib.
[2] http://www.hamzehce.com/ar/communicate.php?id=45. عملية الكلام. مركز حمزه للسمع. Diakses 21 november 2017. 10:00 Wib.


Komentar

Postingan populer dari blog ini

TANGGUNG JAWAB ILMUAN TERHADAP KEMAJUAN BANGSA INDONESIA

perbedaan akal, pikiran, dan insting