tafsir dan ta'wil.(تفسير و تأويل)



الباب الأول
المقدمة
أ‌.       خلفيات البحث
الحمد لله رب العالمين, أنزل الكتاب على نبيه الأمين, و يسره للذكر فقال : } و لقد يسرنا القرآن للذكرفهل من مدكر { (القمر:17).و الصلاة و السلام على البشير النذير, و السراج المنير, نبينا محمد و على آله و أصحابه و من سار على نهجه الى يوم الدين.
إن عظمة العلوم من عظمة المعلوم. فعلوم القرآن هي أعظم العلوم لأن يدرس فيها كلام الله العظيم. و من مباحث علوم القرآن هو القرآن و القراءات. و في هذا البحث سيتناول الباحث تعريف القرآن و القراءات, الفرق بين القرآن و القراءات, مباحث القرآن و القراءات, الأهمية و المثال.
ب‌.مشكلات البحث
۱. ما تعريف التفسير و التأويل ؟
۲. ما الفرق بين التفسير و التأويل ؟
۳. ما موضوع مباحث التفسير و التأويل ؟
۴. ما أهمية التفسير و التأويل ؟
ت‌.فوائد البحث
۱. لمعرفة تعريف التفسير و التأويل.
۲. لمعرفة الفرق بين التفسير و التأويل.
۳. لمعرفة موضوع مباحث التفسير و التأويل.
۴. لمعرفة أهمية التفسير و التأويل.
الباب الثاني
البحث
‌أ.         تعريف التفسير و التأويل
١. تعريف التفسير
التفسيرُ لغة: مصدر فَسر، بمعنى الإيضاح والتبيين، يقال: استفسرته كذا: سألته أن يفسِّره لي. والفَسْر: نَظَر الطبيب إلى الماء لينظرَ عِلَّتَه، وكذلك التَّفْسِرَة، وكل شيء يُعرف به تفسير الشيء ومعناه هو تفسرته.
ويُطلق التفسير على التعرية للانطلاق، يقال: فَسَرتُ الفَرَس: عَرَّيتُهُ لينطلق، وهو راجع لمعنى الكشْف، فكأنه كشَف ظهره لهذا الذي يريد منه مِن الجَري[1].
وقيل أيضا التفسير في اللغة هو الإيضاح والتبيين ومنه قوله تعالى في سورة الفرقان: {وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرً{.۳۳. [2]
التفسير: تفعيل من الفسر: وهو البيان والكشف. ويقال هو مقلوب السفر. تقول: أسفر الصبح: إذا أضاء. وقيل: مأخوذ من التفسرة: وهي اسم لما يعرف به الطبيب المرض.[3]
والتفسير في الاصطلاح: عِلمٌ يُعرَف به فَهْم كتاب الله المنزل على نبيِّه محمَّد - صلَّى الله عليه وسلَّم - وبيان معانيه، واستخراج أحكامه وحِكمه، واستمداد ذلك من عِلْم اللغة، والنحو والتصريف، وعلم البيان، وأصول الفِقه، والقراءات، ويحتاج لمعرفة أسباب النزول والناسِخ والمنسوخ[4].
وقيل: هو عِلمُ نزول الآيات وشؤونها وأقاصيصها، والأسباب النازلة فيها، ثم ترتيب مكِّيِّها ومدنيِّها، ومُحْكمها ومتشابهها، وناسخها ومنسوخها، وخاصِّها وعامِّها، ومطلقها ومقيَّدها، ومُجْمَلها ومُفسَّرها، وحلالها وحرامها، ووعْدِها ووعيدها، وأمْرها ونَهْيها، وعِبَرها وأمثالها[5].
وقيل ايضا: التفسير هو علم يبحث فيه عن القرآن الكريم من حيث دلالته على مراد الله تعالى بقدر الطاقة البشرية. والمراد بكلمة: "علم": المعارف التصورية؛ قال عبد الحكيم علي المطول: إن علم التفسير من قبيل التصورات؛ لأن المقصود منه تصور معاني ألفاظه، وذلك من قبيل التعاريف؛ لكن أكثرها؛ بل كلها، من قبيل التعاريف اللفظية. وذهب السيد إلى أن التفسير من قبيل التصديقات؛ لأنه يتضمن حكمًا على الألفاظ بأنها مفيدة لهذه المعاني التي تذكر بجانبها في التفسير.[6]
وقال الزركشي: التفسير: علم يفهم به كتاب الله المنزل على نبيه محمد -صلى الله عليه وسلم- وبيان معانيه واستخراج أحكامه وحكمه، واستمداد ذلك من علم اللغة والنحو والتصريف وعلم البيان وأصول الفقه والقراءات، ويحتاج لمعرفة أسباب النزول والناسخ والمنسوخ.
 وعرفوا علم التفسير أيضًا بأنه: علم يُبحث فيه عن أحوال الكتاب العزيز، من جهة نزوله، وسنده، وأدائه، وألفاظه، ومعانيه المتعلقة بالألفاظ، والمتعلقة بالأحكام.

۲. تعريف التأويل
التأويل أصله من الأوْل وهو الرجوع؛ فكأنه صرف الآية إلى ما تحتمله من المعاني. وقيل: من الإيالة: وهي السياسة، كأن المؤول للكلام ساس الكلام ووضع المعنى فيه موضعه.
وقيل: التأويل من أَوَّل يُؤَوِّلُ تأويلاً، وثُلاثيُّه آل يَؤُول؛ أي: رجع وعاد، يقال: آل الشيء جمَعه وأصلحه، فكأنَّ التأويل جمعُ معانٍ مشكلة بلفظ واضحٍ لا إشكالَ فيه.
ويقال: تأولتُ في فلان الأجْر: تحرَّيْته وطلبته.[7]
وعن الليث: التأوُّل والتأويل تفسيرُ الكلام الذي تختلف معانيه، ولا يصحُّ إلا ببيان غيرِ لفظه[8].وأوَّل الكلام تأوَّله دبَّره وقدَّره، وأوَّله وتأوَّله: فسَّره[9].
أمَّا في الاصطلاح، فهو عند السَّلف له معنيان:
أحدهما: تفسير الكلام وبيان معناه؛ سواء وافَق ظاهره أو خَالَفَه، فيكون التأويل والتفسير على هذا مترادفَين.
ثانيهما: هو نفْس المراد بالكلام، فإنْ كان الكلام طلبًا كان تأويله نفسَ الفعل المطلوب، وإن كان خبرًا كان تأويله نفسَ الشيء المخبَر به، وبيْن هذا المعنى والذي قبله فرْقٌ ظاهر
وأما التأويل عند المتأخِّرين، فهو صَرْف اللفظ عن المعنى الراجح إلى المعنى المرجوح لدليل يَقْتَرِن به، وعلى هذا فالمتأوِّل مطالَب بأمرين:
الأمر الأول: أن يبيِّن احتمالَ اللفْظ للمعنى الذي حمَلَه عليه، وادَّعى أنه المراد.
الأمر الثاني: أن يبيِّن الدليلَ الذي أوجب صرْفَ اللفْظ عن معناه الراجح إلى معناه المرجوح، وإلا كان تأويلاً فاسدًا، أو تلاعبًا بالنصوص[10].
وقيل التأويل: مرادف للتفسير في أشهر معانيه اللغوية؛ قال صاحب "القاموس": أول الكلام تأويلًا وتأوله: دبَّره، وقدره، وفسره، ومنه قوله تعالى: {فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ} وكذلك جاءت آيات كثيرة فيها لفظ: "التأويل"، ومعناه في جميعها: البيان والكشف والإيضاح[11].
۳. فرق بين التفسير و التأويل .
واختلف في التفسير والتأويل؛ فقال أبو عبيد وطائفة: هما بمعنى، وقد أنكر ذلك قوم؛ حتى بالغ ابن حبيب النيسابوري فقال: قد نبَغ في زماننا مفسرون لو سئِلوا عن الفرق بين التفسير والتأويل ما اهتدوا إليه. وقال الراغب: التفسير أعم من التأويل، وأكثر استعماله في الألفاظ ومفرداتها، وأكثر استعمال التأويل في المعاني والجمل، وأكثر ما يستعمل في الكتب الإلهية، والتفسير يستعمل فيها وفي غيرها.
وقال غيره: التفسير: بيان لفظ لا يحتمل إلا وجهًا واحدًا.
والتأويل: توجيه لفظ متوجه إلى معانٍ مختلفة إلى واحد منها بما ظهر من الأدلة.
وقال الماتريدي: التفسير: القطع على أن المراد من اللفظ هذا، والشهادة على أنه عنى باللفظ هذا؛ فإن قام دليل مقطوع به فصحيح، وإلا فتفسير بالرأي وهو المنهى عنه.
والتأويل: ترجيح أحد المحتملات بدون القطع والشهادة على الله.
وقال أبو طالب الثعلبي: التفسير: بيان وضع اللفظ، إما حقيقة أو مجازًا؛ كتفسير: {الصِّرَاط} بـ: الطريق، والصيب بـ: المطر.
والتأويل: تفسير باطن اللفظ مأخوذ من الأول: وهو الرجوع لعاقبة الأمر، فالتأويل: إخبار عن حقيقة المراد، والتفسير إخبار عن دليل المراد؛ لأن اللفظ يكشف عن المراد، والكاشف دليل. مثاله: قوله تعالى: {إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَاد} تفسيره: أنه من الرصد، يقال: رصدته: رقبته، والمرصاد: مفعال منه. وتأويله التحذير من التهاون بأمر الله والغفلة عن الأهبة والاستعداد للعرض عليه. وقواطع الأدلة تقتضي بيان المراد منه على خلاف وضع اللفظ في اللغة.
وقال الأصبهاني في "تفسيره": اعلم أن التفسير في عرف العلماء: كشف معاني القرآن، وبيان المراد أعم من أن يكون بحسب اللفظ المشكل وغيره، وبحسب المعنى الظاهر وغيره، والتأويل أكثره في الجمل. والتفسير إما أن يستعمل في غريب الألفاظ نحو:البحيرة، والسائبة، والوصيلة، أو في وجيز تبيين لشرح نحو: "أقيموا الصلاة وآتوا الزكاة"، وإما في كلام متضمن لقصة لا يمكن تصويره إلا بمعرفتها؛ كقوله: {إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْر}
وقوله: {وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِهَا}
وأما التأويل: فإنه يستعمل مرة عامًّا ومرة خاصًّا، نحو: الكفر المستعمل تارة في الجحود المطلق وتارة في جحود الباري -عز وجل- خاصة، والإيمان المستعمل في التصديق المطلق تارة وفي تصديق الحق أخرى.
وأما في لفظٍ مشتركٍ بين معانٍ مختلفة نحو لفظ "وجد" المستعمل في: الجدة والوجد والوجود. وقال غيره: التفسير يتعلق بالرواية، والتأويل يتعلق بالدراية.
وقال أبو نصر القشيري: التفسير مقصور على الاتباع والسماع والاستنباط مما يتعلق بالتأويل.
وقال قوم: ما وقع مبينًا في كتاب الله ومعينًا في صحيح السنة سمي تفسيرًا؛ لأن معناه قد ظهر ووضح، وليس لأحد أن يتعرض إليه باجتهاد ولا غيره، بل يحمله على المعنى الذي ورد لا يتعداه.
والتأويل: ما استنبطه العلماء العاملون لمعاني الخطاب الماهرون في آلات العلوم.
وقال قوم -منهم البغوي والكواشي-: التأويل: صرف الآية إلى معنى موافق لما قبلها وما بعدها تحتمله الآية، غير مخالف للكتاب والسنة من طريق الاستنباط.
وقال بعضهم: التفسير في الاصطلاح: علم نزول الآيات، وشؤونها، وأقاصيصها، والأسباب النازلة فيها، ثم ترتيب مكيِّها، ومدنيِّها، ومحكمها، ومتشابهها، وناسخها، ومنسوخها، وخاصها، وعامها، ومطلقها، ومقيدها، ومجملها، ومفسرها، وحلالها، وحرامها، ووعدها، ووعيدها، وأمرها، ونهيها، وعِبَرها، وأمثالها.
وقال أبو حيان: التفسير: علم يبحث فيه عن كيفية النطق بألفاظ القرآن، ومدلولاتها، وأحكامها الإفرادية والتركيبية، ومعانيها التي تحمل عليها حالة التركيب، وتتمات لذلك.
وقولنا: "يبحث فيه عن كيفية النطق بألفاظ القرآن": هو علم القراءة.
وقولنا: "ومدلولاتها": أي مدلولات تلك الألفاظ، وهذا متن علم اللغة الذي يحتاج إليه في هذا العلم.
وقولنا:"وأحكامها الإفرادية والتركيبية": هذا يشمل علم التصريف والبيان والبديع.
وقولنا: "ومعانيها التي تحمل عليها حالة التركيب": يشمل ما دلالته بالحقيقة وما دلالته بالمجاز، فإن التركيب قد يقتضي بظاهره شيئًا ويصد عن الحمل عليه صادٌّ؛ فيحمل على غيره: وهو المجاز.
وقولنا: "وتتمات لذلك": هو مثل: معرفة النسخ، وسبب النزول، وقصة توضح بعض ما أبهم في القرآن.
و خصص الزركشي في البرهان فصلا مستقلا لبيان الفرق بين التفسير والتأويل، ورد على من قال بأن التفسير والتأويل واحد بحسب عرف الاستعمال، وقال: والصحيح تغايرهما، ونقل عن الراغب قوله: التفسير أعم من التأويل، وأكثر استعماله في الألفاظ، وأكثر استعمال التأويل في المعاني، وأكثر ما يستعمل التأويل في الكتب الإلهية، وأكثر ما يستعمل التفسير في معاني مفردات الألفاظ.
ولفظة التأويل مأخوذة في اللغة من الأول، يقال آل الأمر إلى كذا أي صار إليه،
وأصله من المآل وهو العاقبة والمصير، يقال: أوّلته فآل أي: صرفته فانصرف، وكأن التأويل يعني صرف الآية إلى ما تحتمله من المعاني.
وجاءت لفظة التأويل في القرآن في قوله تعالى: {ذلِكَ تَأْوِيلُ ما لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْراً} [الكهف: ۸۲، وقوله: {يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ} الأعراف: ٥٣، وقوله: {فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ ما تَشابَهَ مِنْهُ ابْتِغاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغاءَ تَأْوِيلِهِ وَما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ} [آل عمران: ٧، وقوله: {فَإِنْ تَنازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا} [النساء: ٥۹.
واستعملت لفظة التأويل في مواطن كثيرة في القرآن الكريم في معرض تأويل الأحلام وتأويل الأحاديث، وكأن هذه الاستعمالات للفظة التأويل تفيد أن التأويل أمر يختص بتفسير الأشياء الغيبية مما لا يتعلق بالألفاظ والمفردات اللغوية، فالتأويل هو تفسير إشارات واستلهام معاني من مفردات وحوادث ووقائع مما لا يخضع للمعايير التفسيرية المحكمة التي لا يملك المفسر فيها حق الخروج عن مقتضى الدلالات اللغوية.
ويمكننا أن نلاحظ أن الفرق بين التفسير والتأويل كما هو واضح في الاستعمالات اللغوية كبير، وقد استعملت لفظة التأويل حيث لا يجوز أن تستعمل لفظة التفسير، فالتفسير توضيح وبيان لمعاني مفردات، ويخضع المفسر لضوابط لغوية، بحيث لا يملك المفسر أن يخرج عن إطار الدلالة اللغوية، بخلاف التأويل فهو تفسير خفي للإشارات والمواقف، ويغلب عليه جانب الإلهام المعتمد على قوى عقلية خارقة أو على قوة روحية متميزة.
والتفسير هو بيان للمفردات وتوضيح لمعانيها، بحسب الدلالة اللغوية، والتأويل أعم وأشمل، ووسائله ليست هي اللغة، وإنما هي قوة الملاحظة ودقة الإشارة واستلهام المعاني الخفية غير المدركة بالحواس، ولهذا يكون التأويل مظنة للانحراف إذا وجه المؤول العبارة نحو معاني مخالفة لما تدل عليه الألفاظ، معتمدا في ذلك على إشارات خفية.
وبالرغم من كل محاولات إبراز أوجه التباين والاختلاف بين التفسير والتأويل، فإن من الصعب وضع ضوابط دقيقة، لكل من التفسير والتأويل، بل إن بعض العلماء ذهب إلى أنه لا فرق بين التفسير والتأويل، وإنهما يأتيان بمعنى واحد.
لقــد میـَّـز القــدامى التفسـیـرَ مـن التـأویــل حســب وظیـفـــــةِ كُـــلٍّ منهُــما. قـال الزَّركَـشِی:" وقال أبُوالقاسِم بنُ حبيب النيسابوری والبغوی والكواشی وغیْرهم: " التـَّأويلُ صَرْفُ الآیَةِ إلىَ مَعْنىً مُوَافِقٍ لِمَا قـَبْلهَا ومَا بَعـْدها، تحْتملهُ الآیَة، غیْر مُخالفٍ لِلكِتابِ وَالسّنةِ مِنْ طريقِ الاسْتنبَاطِ." وهذا القول يدلّ على اتـِّفاق العُلمَاء القـدامى أكْثـَِرهِمْ على أنَّ التفسير ليس هو التأويلُ، لأنَّ فی التأويل صرفاً للآية، عن طريق الاستنباط. وقــال الـزركشــی أیـضاً : " قِیــلَ التفسِیــرُ وَالتـَّأويلُ وَاحِــدٌ بحَسَب عُرْفِ الاسْـتِعْمَال، والصَّحِيحُ تغایـُرُهُمَا. " وبیـَّنَ حدودَ التفسير والتأويل عندهم: " وَقِيلَ التأويلُ كَشْفُ مَا انغلقَ مِنَ المَعْنى، ولِهذا قالَ البجلی: التفسيرُ يتعلـَّقُ بالرِّوايةِ،
والتـَّأويلُ يتعلق بالدِّرايةِ، قال أبو النضر القشيری: ویُعْـتبَرُ فِی التـَّفسِيرالاتـِّبَاعُ والسَّمَاعُ، وإنـَّما الاسْتنبَاط ُفِيمَا يتعلـَّقُ بالتأويلِ." ولعل فی هذه التحديدات ما يبين الفرق بينهما، فالتفسير يتعلق بالظاهر وأما التأويل فبما هو خفی، ولذلك قال الآمدی: " أمَّا التأويلُ مِنْ حَیْثُ هُوَ تأويلٌ مَعَ قـَطْع النظِر عَن الصِّحَّةِ وَالبُطلان هُو حَمْلُ اللفظِ عَلى غیْر مَدلـُولِهِ الظاهِر مِنـْه ُمَعَ احْتِمَالٍ لهُ. وأمَّا التأويلُ المَقبُولُ الصَّحيحُ فهُوَ حَمْـل اللفظِ على غیْر مَدلـُوله الظاهِر مِنْهُ مَعَ احْتِمَالِهِ لهُ بدلِيلِ یَعْضُدُهُ." وإذا كان التأويل هو صرف اللفظ عن معناه الظاهر إلى معنى محتمل، فإنَّ " هَذا الصَّرْفَ لا یَقـُومُ عَلى القـَطْعِ بَـلْ یَسِيرُ فِی سَاحَةِ الظنِّ." [12]









المراجع
علي بن محمد الجرجانى, كتاب التعريفات, دار الكتب العلمية , ١۹۸۸.
محمد عبد العظيم الزرقانى, مناهل العرفان في علوم القرأن. دار الكتاب العربي-بيروت
السيوطي, الإتقان في علوم القرآن؛ دار مصر للطباعة.
الطيار, مساعد بن سليمان, مفهوم التفسير والتأويل والإستنباط و التدبر و المفسر, دار ابن الجوزي. بالرياض.
الزركشی – البرهان فی علوم القرآن 2: 150 تح: محمد أبو الفضل إبراهيم- دار الفكر للنشر والطباعة والتوزيع- ط3 -1980
محمد أديب صالح – تفسير النصوص فی الفقه الإسلامی 1 : 336 المكتب الإسلامی بيروت ط 3 - 1984
M.yusuf, Kadar. 2002,Studi Alquran, Amzah. Jakarta


[1] . لسان العرب (5/ 55)، بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز.
[2] مناهل العرفان: ۴٠١
[3]. السيوطي, الإتقان في علوم القرآن.
[4] البرهان في علوم القرآن؛ لبدر الدين الزركشي (1/ 13
[5] الإتقان في علوم القرآن؛ للسيوطي (ص: 544)، ط: دار مصر للطباعة.
[6] مناهل العرفان
[7] الإتقان (ص: 543.
[8] العين (8/369)، تهذيب اللغة (15/329)، لسان العرب (11/33.
[9] لسان العرب (11/33.
[10] التفسير والمفسرون (1/ 19)، ط: مكتبة وهبة.
[11] مناهل الارفان:

Komentar

Postingan populer dari blog ini

TANGGUNG JAWAB ILMUAN TERHADAP KEMAJUAN BANGSA INDONESIA

perbedaan akal, pikiran, dan insting